السبت

عندما يخلعون الأقنعة !



في مسرح الحياة ،تشاهد أبطال مسرحية هزلية يرتدون الأقنعة ، يخفون حقيقتهم بأقنعة مزيفة من الطيبة ، والصفاء والمحبة ، فترسم لهم في مخيلتك ، صورًا جميلة ، تصافحهم بحب ،تبذل لهم من صفاء قلبك ،
وتظن أن وجودهم في حياتك
خطوة نحو الفرح ،
لكن..

ما أن ينسدل الستار ، معلنًا انتهاء المسرحية ،
حتى ينزعون تلك الأقنعة ،فتظهر ملامحهم الحقيقية ،
 التي يخفون خلفها تلالاً من النفاق والكذب والخداع !
فتتحول تلك الوجوه ،الوديعةإلى وجوه شرسة !
فتنظر إليهم بدهشة ، وتتساءل من هؤلاء؟!
فما أن تدور رحى الأيام، وتهب أعاصير الشتاء ،حتى يتهاوى ما تبقى من تلك الأقنعة ،
ويتهاوى من كان صرحًا شامخًا أمامك ، فتستيقظ على ارتطام الواقع بجدران قلبك !
فالمواقف هي من تنزع الأقنعة ،وتظهرهم على حقيقتهم ،
’’فلا خير في ود إمرئ متلون
إذا الريح مالت مال حيثُ تميلُ
فتشكر المواقف التي بقدر ما أدمت فؤادك ،
بقدر ما جلبت لك الراحة ،لأنها كشفت لك عن وجوه مخفية !
فنحنُ في زمن النفاق ،ولا مكان للقلوب الصافية ، بين أصحاب الأقنعة!
فالصفاء غباء وسذاجة ، والمشاعر الصادقة ،أصبحت عملة نادرة!
وفي المقابل هناك أرواحًا، متسربلة بالبياض تضيء ملامحهم البيضاء  كالزهور اليانعة
لا يحسنون إرتداء الأقنعة ، هم ذخيرتك في الحياة ،
أما أصحاب الأقنعة ، فيكفيك أنك أعطيتهم من أخلاقك ،
وبذلت لهم من صفاء قلبك ،
الذي لن يوقف عطائه جُرحٌ غائر أو قناعٌ عابر!


ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة