هل تذوقت لذة السجود ؟

عندما غابت الشمس ورُفِع الأذان مدوياً وعبقتْ عباراتْ التوحيد وأستسلم الكون لوشاح الظلام وأسدل الليل ستاره
كنت أستمع إلى صوت الإمام الشجي ينبعث من المسجد المجاور لمنزلي كان يتلوا الأيات حتى وصل إلى الأية

((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))(77) ( الحج)

آآآ ه عندما سمعت تلك الاية شعرت بها تهز كياني وتخاطب وجداني وتنفذ إلى

أعماقي تذكرت الساجدين عندما يسمعون أيات السجود ويسجدون بعد ما يكبر الإمام ويسجد
الجميع يسجد لله

فشعرت بروحانية غمرتني ومشاعر غريبة رهيبة انتابتني
وأعادتني إلى لحظات روحانية عشتها عندما كنت أتذوق لذة الطاعة وحلاوة المناجاة في ليالي الصيام والقيام

لحظات هزت كياني تذكرت ذلك الجامع وتلك الوجوه النيرة التى يشع منها نور الإيمان يا لها من لحظات رهيبة عندما يكبر الإمام ويسجد الجميع فنتمنى أن لا ينتهي الإمام من الصلاة ونحن خلفه

نشعر بالسكينة والطمأنينة وسعادة تغمرنا وأرواحنا تحلق وتسموا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء))

يالها من نعمة نعمة السجود والتذلل والإنطراح بين يدي الله

فلم لا نستغل أيامنا وصحتنا ما دمنا قادرين كم لها من لذة وراحة وسعادة

وكما قال الشاعر في السجود تتمازج للروح الأفراح

تتلاشى كل الأتراح

تتجلى للقلب بعض مقامات القرب

فيصير عبير الأشواق شلال عناق

ولكن تمضي الايام وننشغل بتوافه الأمور وتلهينا المشاغل

لم بعد إنتهاء الشهر الفضيل يضعف إيماننا؟

لماذا لا نشتاق إلى السجود ؟!

ويوم القيامة تكون أمنية البشر أن يرجعوا للدنيا ويسجدوا لله سجدة

هل تلذذنا بآهات السجود ما دمنا قادرين ؟

هل تذوقنا طعم السجود ؟!

إن القلب فيه فقر شديد لا يسده إلا الغنى بحب الله

وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله

وفيه وحشة لا تزول إلا بالإنس بالله

فلنطل السجود لنغمس قلوبنا في بحر النور