الثلاثاء

حنين من نوع خاص إنتابها ....!!!

شعرتْ بحنين جارف إلى الأهل ، الوالده ، قهوة الصباح ، الأخوات ، الصديقات ...فهي تعيش في الغربة ...ولكن حنين أقوى وأقوى إنتابها . كما شعرت بالظمآ إلى شيء قوي ..




لديها بعض الأعمال .لابد أن تنجزها !


.دخلت المطبخ لتجهز وجبة الغداء !


..أخرجت اللحم المتجمد ...وبعض الخضار ...ولكن مازال الحنين في قلبها



صوت كلماته يتردد في إذنيها ...تنام على صوته ..يرافقها صوت كلماته في كل مكان ...في المطبخ ..في حجرة نومها ...في السيارة ..


أعطت العاملة توجيهاتها بشأن وجبة اليوم .. لن تطيق صبرًا


.الحنين يعبث في قلبها بقوة !


دلفت إلى قاعة الإستقبال تمددت على الآريكة الحمراء ...تحيط بها حديقة غناء، من نباتات الظل


ينساب إلى سمعها صوت خرير الماء المنسكب ،من نافورة تصب على النباتات ..!


أمامها منضدة من الزجاج، يعبق شذى النعناع ،من كوب الشاي الأخضر القابع فوقها ...


/
/
/









على تلك المنضدة ، مجموعة من الكتب ، إنها كتب الحياة ،



ومصدر السعادة ، بل هي من أغلى الكنوز لديها ...!


كلما تأملتها أشرق قلبها بنور الإيمان ...فهي العلاج من الهموم ..ومصدر من مصادر السعادة


أمسكت أحد هذه المصاحف المتعددة لديها بدأت تلقب صفحاته فشعرت أنها في نعمة عظيمة حرم منها البعض والبعض يتمنى أن يقلب صفحات المصحف ..!






.أما البعض الآخر ... ففي غفلة في متاهات الحياة ونسي المصحف


وقد علاه الغبار ...بدأت تتلمس ردائه المخملي الذي يلفه ..آه ما أطيبه وما ألذ العيش معه ...


شعرت بأنها تود أن تضمه إلى صدرها في حنان وشوق يغمر قلبها ...!


قال أحد الصالحين( أحسست بغم لا يعلمه إلا الله ,وبهمّ مقيم فأخذت المصحف وبقيت أتلو فزال عني والله فجأة هذا الغم و أبدلني الله سرورا و حبورا مكان ذلك الكدر )


بدأت تتلوا وتتلوا ...شعرت بروحها تحلق وتسموا وهي تتذوق لذة الطاعة ..فقلبها فيه فقر شديد








لا يسده إلا الغنى بحب الله ...وفيه وحشة لا تزول بالإنس بالله ..


همست لنفسها (ما الذي أبعدني عنه؟) ....

مضى الوقت سريعًا ولم تشعر ..!

شعرت كأنها في بستان أخضر ممتلأ بالزهور وهي تنتقل من زهرة إلى زهرة ..!


تشعر بذاتها لا ترتوي وهي ترتشف من شذاه ..!


قال عثمان بن عفان رضي الله عنه ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم )


كانت تشعر كثيرًا بتأنيب الضمير لم تنشغل بالتوافه عن هذا الكنز الثمين ..!


لما كبر خالد بن الوليد ...أخذ المصحف
وبكى .(..وقال شغلنا عنك الجهاد )
ونحنُ ماذا شغلنا غير حطام الدنيا ..!!
حتى أتى رفيق دربها ..وهي لم تشبع بعد ...ولا تود أن تنهض لتعد له وجبة الغداء ..!



فمن يكون في معية الله فأنه في آنس دائم ..من شدة سعادته ..لا يحب أن يفقد هذا الشعور ..!


فالإنس بالقوي القدير هو الذي يبقي على سعادة القلوب ..!











هناك تعليق واحد:

أشراقة الأمل يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.

أرشيف المدونة