الثلاثاء

عندما بكى بكاء مرا


MultiHoster


اليوم.. فرح ..وسعادة ...إنه يوم الوطن...!
في ذلك المركز التجاري الكبير ...عُلقت الأعلام ونُصبت الزينات ...انطلقت أهازيج الفرح ..اللون الأخضر انتشر في كل مكان ..
كُل عائله أتتْ.. بصحبة فلذات الأكباد...
الجميع ارتدى اللون الأخضر ...قُبعات خضراء

أساور خضراء ...عبارات الفخر والإمتنان والمحبة للوطن

كُتبت على شعارات خضراء وعُلقت على الصدور ...وأعلام صغيرة حملها الأطفال ..
.ما أروع الصغار ...تلاحقهم بنظراتك وهم يرتدون أبهى الحُلل ...
يتقافزون سعداء ...ضحكاتهم تملأ الأرجاء ...يركبون العربات الصغيرة الملونة ...يرسمون البهجة في كل مكان
يرافقهم الأباء والأمهات سُعداء بسعادة أبنائهم
تبتسم تغمرك السعادة لرؤية هذا العالم الجميل عالم الطهر والنقاء
فجأة ..!
صرخة قوية شقت طريقها من بين الكتل البشرية....مزقت الفؤاد ..!

طفل قد لا يتعدى الثالثة من العمر صرخ مذعورًا (أماه ..أماه )

خائفا مترقباً مذهولاً يتلفت يمينًا وشمالاً ... شعر بالضياع..!

قبل أن يهب أحدًا لمساعدته

هتفت شقيقته من بعيد ( نحنُ هنآ..تعآل ..)

همت أن تذهب لتحضره فزجرها والدها قائلاً:-

( دعيه..! أحسن ليأخذ درسًا ..!)

سمع صوت شقيقته فتلفت يمينًا..شمالاً ..من الأمام من الخلف ..مرتبك ..مذعور .. وما أن شاهدهم حتى أتى بسرعة البرق ... فبادرته يد ثقيلة هوت على وجهه

البريء....!
آآآآه صفعة قاسية .. أوقعته على الأرض ...!
إنها يد .. ...من ..!.
يد والده ....!

بدلًا من أن يضمه بحنان ويعوضه عما أصابه من خوف وذعر....يصفعه تلك الصفعة المدوية التي أدمعت العيون ..!

وانزفت القلوب ..!!

ياإلهي أي قلب يمتلك هذا الأب القاسي ...!!

إنه ابنه ..نفس الملامح ...!

منظر مؤلم سرق السعادة من القلوب وأدمى الأفئدة ..!

ضمته والدته التي لا حول لها ولا قوة . بصمت...وقبل أن يبكي صرخ به .. والده :- .. ( إياك ..إياك ... أن أسمع صوتك ..!!)

دموعًا صامته ترجمت كُل أحاسيسه .. .ارتعشت شفتيه ثم اطبقت بصمت وهو يتلمس موضع الصفعة ...!

أي قلب يحتمل كل هذا العذاب....!

فما بالك بطفل بريء ..!!

شقيقته تأملته بشفقة .. وقعدت في مكان تقضم أظافرها بتوتر...!

رأي مجموعة من الأطفال يتقاذفون البالونات بمرح ...كاد أن يذهب إليهم ليلعب معهم.. وهو يحاول أن يتسرب من يدي والدته ..تعثرت نظراته إليهم ونظرة إلى والدته وكأن لسان حاله يقول ( دعيني ألهو معهم كبقية الأطفال أعملي شيئًا يحميني من هذا الأب القاسي ..) وكاد أن يخطو خطوات فلم يشعر إلا بيد قاسية تجذبه بقوة ...!

فمشى معهم بخطى متثاقلة ممزق الفواد ...!
دلفوا داخل ذلك المعرض فرأى مجموعة من الجوارب الملونة ..أعجبته ...!

 
فأمسكها بقوة ..لم يفكر بلعبة وهو يرى الألعاب أمامه وكأنه يعلم أن ذلك مستحيل..! !

فقط أراد تلك الجوارب الملونة ...رأته شقيقته فقالت :- ( دعها سيغضب أبي ...!) لم يأبه بكلامها وقبض عليها بقوة ..فرأه والده فصرخ به ( دعها يا ....)


والقى عليه من اللعنات...!

رفض.... وأمسك بها بقوة ....!

فجذبها منه ...بعنف ورماها بعيدًا ... حتى كادت ترتطم بأحد المتسوقين ...!

هنا لم يستطع الصمود أكثر .. انهمرت دموعه حرى وبكى بكاء مريرًا ....ينفطر له الفؤاد ...!

 

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة